الطريقـة القادريـة المكاشفيـة











            الطريقة هي جماعة من الناس تقوم بأداء رسالة محددة و مهام معينة في المجتمع . و الأصل في عملها :  تعليم أصول الدين الإسلامي و تحفيظ القرآن الكريم و تعليم العلوم الشرعية لأبناء عموم المسلمين . بناء على هذه الأصول إنتشرت مراكز  الطريقة القادرية المكاشفية  بجميع أرجاء المعمورة  لتؤدي ذات الرسالة  .

             بعد أن عرفنا الطريقة نأتي لإسمها . يتكون إسم الطريقة ( الطريقة القادرية المكاشفية ) من مقطعين " القادرية " : منسوبة للطريقة القادرية العلية لمؤسسها سلطان الأولياء سيدي العارف بالله تعالى الشيخ عبدالقادر الجيلاني ، رجل بغداد المشهور . أحد أركان الأمة المحمدية الذين أجمعت الأمة على ولايتهم ، له من المناقب و الكرامات الكثير من المصنفات ، تاب على يديه عشرات الآلاف و سلك على يديه الطريق كذلك . دفن رضي الله عنه بمدرسته ببغداد عام 561 للهجرة . أما المقطع الثاني " المكاشفية  " فينسب لفريد عصره  و سيد دهره الأستاذ العارف بالله تعالى الشيخ عبدالباقي المكاشفي . أسست الطريقة و إزدهرت بمنطقة الشكينيبة جنوب المناقل بولاية الجزيرة بالسودان ، في مطلع القرن العشرين و صارت قبلة القاصدين من الطلاب و الزوار و الضيوف من كافة أرجاء العالم . إشتهر سيدي الشيخ عبدالباقي المكاشفي بالكرامات الباهرة و المناقب الفاخرة ، فكان رضي الله عنه مستجاب الدعوة وافر القبول لدى عموم الناس . أوقد الشيخ نار القرآن و شيد منازل طلاب القرآن و الضيوف و المسجد ، و نظراً لشح الماء أمر تلاميذه بحفر " حفير " يتجمع فيه ماء الأمطار ، و دعا فيه الشيخ بالبركة و هو موجود حتى اليوم . كما إنتشر تلاميذ الشيخ  الذين أجازهم كلُّ يعود إلى موطنه ليشيد " المسيد " . و المسيد  هو المكان الذي يدرس فيه القرآن الكريم و علوم الدين للطلاب . و يحتوي المسيد بصفة أساسية على  المسجد ، منزلة الضيوف ، ساحة المسيد ، مصلى النساء ، و مخزن المؤن .

          إذاً فالطريقة المكاشفية هي أحد أكبر الجماعات الصوفية  في العالم الإسلامي ، حيث يبلغ عدد أفرادها في إحصائية غير رسمية حوالي سبعة و نصف ملايين نسمة في المدن الرئيسية في السودان . أسهمت بصورة ضخمة في إدخال الدين الإسلامي في مختلف المناطق حول العالم . و بعد وفاة الشيخ عبدالباقي المكاشفي بالشكينيبة عام 1960 إستمر خلفاؤه في ذات النهج القويم الذي ورثوه عن والدهم الشيخ .